0097339538807
info@sna.training

سَنائِحٌ تربويّةٌ في رعَايةِ الأطفال المَوهوبِين

إنشاء بواسطة د. عدنان محمد القاضي في تربوي 11/04/2023

هناك الكثيرُ منَ التوجيهات يشترك فيها المعلمونَ في الميدان والأسرة في البيت؛ للتعامل بشكلٍ ملائمٍ مع الأطفالِ الموهوبين، وتحتاج منّا إلى الإشارة اللمَّاحة من غير إخلال، وهي في النقاط التالية:

·       التَّركيز: قد يظهر عند الموهوب أكثر من موهبة، لذا يجب على المعلم والأسرة التركيز على الموهبة الأهم والأولى، وما يميلُ إليه أكثر لتفعيله وتنشيطه وتحفيزه في غالب وقتِه.

·       اللحظات الغاليّة: اجعلْ للموهوبِ لحظات ينفرد فيها بنفسه ليبدع ويكتشف، واختر لذلك مكانًا هادئًا بعيدًا عن باقي أفراد الأسرة. أما عنِ الأجهزة الإلكترونية فهي منَ الأشياء التي يصعُب معها توفير مثل تلك اللحظات الغالية، فهي عامل جذبٍ خطير للانتباه؛ ولحلِّ تلك المعضلة يجبُ تحديد الأوقات والتطبيقات المفيدة التي يُسْمَح فيها وعدم السماح بغيرها.

·       قاتل المَواهب: الموهبةُ ليس لها مكان أو وجود معه؛ فهما لا يعيشان في جسد واحد، فإذا سكن أحدهما الجسد هرب الآخر. إنَّه "الخوف" العدو اللدود للموهبة والإبداع. فكيف لموهوبٍ يستهزئ والده منه أو معلِّمه، ويسفه من آرائه، ويحطّ من قدراته؛ أنْ يبدع ويطوِّر من إمكاناته. لذا يجبُ على المعلمِ والأسرةِ إشعار الموهوب بالأمانِ عندما يعبِّر عن أفكاره ومشاعره.

·       جسور الثِّقة: على المعلمِ والأسرةِ أنْ يُشعِروا الموهوب بكيانهِ ويُدعِما ثقتهِ بنفسه، ويمكن لذلك أنْ يتحققَّ بعدةِ طرائق مثل: أنْ يسمح الوالدان له بالتخطيط لبعض أعماله، ويتركاه يخططِّ لبعضِ أعمال الأسرة البسيطة وينفذها، فإتاحة الفرصة لاتخاذ القرارات تجعله يشعر بمدى أهمية وقيمة تفكيره، وتساعده على إدراكِ عواقب تلك القرارات.

·       اللقب الإيجابي: الموهوبُ حسَّاسٌ منَ الناحيةِ الانفعالية، وكلمةُ مدحٍ صغيرةٍ تفعل به الأفاعيل، فلا بأس إذاً منْ إيجادٍ لقب يناسبُ هواياته ويشعِره بتميزه في هذا المَجال.

·       اللعب والألعاب: اللعبُ وسيلة هامة في تنميةِ الموهبة؛ لهذا يجبُ الحرص على توفير الألعاب ذات الطابع الذهني أو الفكري، مع إعطاء الموهوب الفرصة لاستخدام ألعابه الجديدة واكتشافها. وللمشاركةِ الأسرية في اللعب عامل كبير في تلطيفِ ودعم أواصر العلاقات داخل الأسرة، وللعب دور في تنميةِ الجانب العقلي والإدراكي لديه، فلعبة كالاختفاء والظهور [الاستغماية] على سبيلِ المثال تجعله يدرك مفاهيم متعددة؛ كمفهوم المسَاحة والمسَافات والرؤية.

·       المكتبة المنزلية: فالحرصُ على وجودِ مكتبة تحتوي على العديد من الكتب النافعة والمفيدة، والقصص ذات الطابع الابتكاري "القصص ذات النهايات المفتوحة"، ودفاتر التلوين وجداول العمل ومجموعات اللواصق سواءٌ كانت ورقيّة و/أو إلكترونيّة.

·       حكاياتٌ قبل النوم: القصص والحكايات من الأشياء الضرورية لكل لطفلٍ موهوب، فقد أثبتت الدراسات الحديثة بأنَّ منْ يستمعُ إلى القِصصِ منْ ذويه منذ فترات مبكرة منْ حياته هم الأنجح في مدارسهم؛ وتشيرُ تلك الدراسات أخرى إلى أنَّ القراءة النشطة للحكايات [بنبرات مختلفة، مع استخدام تعبيرات الوجه] له تأثير إيجابي على القدرة على القراءةِ والدفع لها. إذْ تعمل القصصُ على تدريب الموهوب على مهارات التواصل والحديث والإنصات، وتنمِّيه لغويًا بما تضِيفه من كلماتٍ وألفاظ تثري حصيلته اللغوية، وتعمل القصص وحكيها أيضًا على تنميته معرفيًا؛ وذلك بإثراء معلوماته عن العالم الواقعي؛ وكذلك أساليب حل المشكلات. ولعل أهم ما يحققه حكي القصص؛ هو هذا الجو الحميمي الودود الذي يسود جلسة الحكي، بما يمده بالشعور بالأمان والحب، إضافة إلى الاسترخاء والمتعة. ويجب على المعلم أو الأسرة التركيز على حكي قصص الموهوبين الكِبار والأسباب التي أوصلتهم إلى ما حقَّقوه من نجاحات، وتحبيب شخصياتهم إلى الموهوب ليتخذهم قدوة ومَثَلاً.

·       معرض المَوهوب: من وسائل التعزيز والتشجيع الاحتفاء بالموهوبِ المبدع وبإنتاجه، ويكون ذلك بعرض ما أبدعَهُ من أشياء في مكان واضح في المؤسسة التعليمية أو الأسرة، أو بتخصيص مكتبة خاصة بأعماله، وإقامة معارض سنويّ يُدعى إليها الأقرباء والأصدقاء في المنزل أو قاعة المدرسة.

·       المِشكلة والحلّ: ضع الموهوب أمام مشكلة أو سؤال صعب واترك العنان لتفكيره، ومثال على تلك الأسئلة: (ماذا تفعل إذا ضللت الطريق للبيت؟ ماذا تفعل إذا دخل البيت لصٌّ؟ ماذا تفعل إذا صرت وزيرًا؟) ومثل تلك الطريقة تبرز روح التحدي لديه وتجعله يُخرج ما عنده من طاقات وأفكار مبتكرة وحلول. وتصبح أكثر فاعلية إذا ما تمّ إلقاء الأسئلة على مجموعة منْ الموهوبين وتتلقى إجاباتهم مع المناقشة للحلول المقترحة، وعندها ستجد عندهم حلولًا لمشكلات لمْ تكن لتخطر على بالك أنتَ نفسك!!

·       الضَّبط السُّلوكي: الموهوب لا يسعى للتخريب ولكنه يريد الاكتشاف، ووقوع الخطأ لا يعني أنَّ المخطئ أحمق أو مغفل، فلابد له بأنْ يقع في الخطأ؛ وأنت تصحح له، وإلا كيف سيتعلم الفرق بين الصواب والخطأ؟! ولهذا على الوالدين محاولة البُعد عن نقده نقدًا يهدم من شخصيته، وخصوصًا أمام الآخرين، حتى إخوته وأخواته، ولكن يمكن القول له: أنت مهذب، ولا يجب عليك فعل مثل هذا السلوك.

وأخيرًا، أوجه نصيحتي لكل معلم وأب وأم. لا تنتظر من طفلك الموهوب البدء؛ بل ابدأ أنت. فإنك إنِ انتظرت ظهور علامات الاستعداد لديه قبل أن تقدم أنت له الخبرات والأنشطة المحفزة، فتكون بذلك حرمته منَ التحدي المبدع والدافعية الفاعلة، ولا تخشَ عليه من الفشل وعواقبه، فالمبالغة في حمايته قد تعوقه على التصرف في المستقبل. وإذا رأيتَ في ذلك نوع من القَسوة، فتذكر الطريقة التي تعلمت بها أنت المشي؛ كم مرة فشلت ووقعت، وتقوم لتقف وتحاول من دون استسلام. فترك له الفرصة ليحاول.

التعليقات (5)

ليالي فادي مستخدم
11/04/2023 | 05:23 pm

كلام معبر

حسن يوسف علاءالدين مستخدم
11/04/2023 | 05:54 pm

كل الشكر علي هذه المعلومات المفيدة
واكثر طرق قتل الموهبة لدي أطفالنا ظاهرة التنمر من الكبار او الصغار علي بعض افعالهم التي في الحقيقة قد تكون نواة لفكرة كبيرة ومفيدة، لذلك وجب علي الآباء والمعلمين والمجتمع كافة حماية أبنائهم من تلك الظهارة التى نهي عنها الإسلام وجميع الأديان وتشجيع وتحفيز أبنائهم للمحاولة حتى وإن لم يصيب فالموهوب يستثمر أخطاءه ويعالجها

زكريا عمورة مستخدم
7/05/2023 | 08:08 pm

المجتمع بحاجة لتوعية بشأن الموهوبين

زكريا عمورة مستخدم
8/05/2023 | 09:17 am

💐👍

رشا النجار مستخدم
8/05/2023 | 06:14 pm

معلومات قيمة