مهارات التعلُّم لدى الموهوبين لا المتفوّقين أكاديميًّا

المهارات كثيرة التصنيفات ومتعددة الفئات تتَّضِحُ مع تعيين فوائدها والحاجة إليها وطرائق توظيفها في الحياة عامّة، ومنها على سبيل المثال: مهارات التفكير؛ مهارات الشخصية وبناء الذات؛ مهارات البحث العلمي؛ المهارات الاجتماعية، المهارات الرقمية؛ ومهارات التعلم بوصفِها جميعًا مساقات ومكوّنات مهمّة ينبغي أنْ تُضمَّن في برامج الموهوبين الإثرائية.

والمتأمِّل في الدراسات التي تناولت حاجات الموهوبين أو مشكلاتهم بشكلٍ عام أو مِمَّنْ لديهم تحصيل متدنٍ أو مِمَّنْ يُعانون من صعوبات تعليمية بشكلٍ خاص أنْ يُلخِّصَ أبرز أسبابها والمتّصلة بشكلٍ غير مخفيٍّ بضعف مهارات التعلُّم التي تُساعد على معالجة المعلومات وفهمها وحِفظها واستخدامها بشكلٍ فعّال ومثمر.

ونَظرًا لاعتبار مهارات التعلم من الكفايات اللازمة للتعليم، والتي تعينُ الموهوبين على أنْ يكونوا مسؤولين عنْ تخطيط؛ تنفيذ؛ تقييم تعلّمهم؛ عاملين باستقلالية أو بمساعدة الآخرين لتحقيق أهداف التعليمية المحددة لكلِّ مادة دراسيّة على حِدة أو لتطوير قدراتهم واستعداداتهم المتوثِّبة في مجال موهبة معيّنة.

إنَّ الموهوبين خاصةً ممنْ تتركَّز قدراتهم وتؤكَّد ملكاتهم في المجالات الأدائية كالرِّسم، والأشغال اليدوية، والكتابة الإبداعية، والشعر، والمسرح، والأفلام القصيرة، والرياضة، والخط العربي، والإلقاء والخِطابة، والتصميم الجرافيكي، والتصوير الفوتغرافي وغيرها بحاجة إلى تشخيص حاجاتهم التعليمية ومشكلاتهم المرتبطة بالتعامل مع المنهج الدراسي وتحديد مكامن الضعف؛ كي نحصِّن الإتّزان الانفعالي ونحقق التفاعل الاجتماعي ونتمم السلوك الأخلاقي ونرفع التحصيل المدرسي ونوجّه الميل المهني من أنْ يُصاب باضطراب أو تعثُّر غير محمود.

ونجدُ أنفسنا ملتزمين بتحديد بعض مهارات التعلم التي يحبَّذ العناية بها وجدولتها ضمن الحِصص الدراسية أو المواقف التربوية المخططة، وهي على النحو الآتي: التركيز؛ أخذ الملحوظات؛ تحديد مواطن القصور في المعلومة؛ معرفة مصادر المعلومات المناسبة؛ تنظيم وإدارة الوقت؛ القدرة على النقد؛ متابعة الأداء والتقويم الذاتي؛ الإستفادة من التسهيلات؛ التحليل؛ الابتكار؛ التفسير؛ تقبُّل التغيير؛ الإسهام في إنتاج معرفة جديدة؛ القدرة على الاتّصال؛ تقبُّل الرأي الآخر؛ الإقبال على التعلُّم مدى الحياة؛ تطوير الرغبة في الحصولِ على المعرفةِ الجديدة؛ التلخيص؛ تدوين الملاحظات؛ استخدام الخريطة الذهنية (المفاهيمية)؛ وإدارة الاختبار والاستعداد له.

خِتامًا، نستطيع مساعدة الموهوبين على اكتساب أو تحسين تلك المهارات أعلاه من خلال تنظيمها في إطار منهجي محدد (مثال: منهجية التعلم المنظم ذاتيًّا) يتمّ تقديمها وفق خطوات واضحة قابلة للتشخيص والتقويم؛ والتوجيه لممارستها بشكلٍ واعٍ ضمن مواقف وتحديات الحياة ضمن مشاريع بحثيّة مستمدّة من أرض الواقع؛ وتحويرها لتكون منسجمة مع الأنماط الشخصية المُفضِّلة لأساليب واستراتيجيّات معيّنة للتعلم.