0097339538807
info@sna.training

التنمر وتأثير الأسرة عليه

إنشاء بواسطة أحمد بلال في تربوي 13/06/2023

أصبح التنمر اليوم مشكلة شائعة وخطيرة في المدارس، وتؤكد الأبحاث مدى الآثار السلبية التي تبقى في ذاكرة الطفل وتؤثر في صحته النفسية على المدى البعيد، نتيجة تعرضه للتنمر، وغالباً ما يخفي الأطفال عن الأهل معاناتهم من التنمر عليهم بسبب شعورهم بالخجل، فهم لا يريدون أن يوصفوا بالضعف، ولمساعدة الطفل على مواجهة التنمر فعلى الأهل أن يدركوا طبيعة المشكلة لينجحوا في مواجهتها وحلها. (مسعد أبو الديار، 2012).

ورغم أن السلوك التنمري موجود في المجتمعات البشرية منذ القدم إلا أن البحث في التنمر مجال حديث نسبياً للدراسة (Nansel; Overpeek; Ruan; Simmons; Morton. & Schedit, 2001) ، ويعد السلوك تنمراً عندما يشمل هجمة نفسية ولفظية وبدنية غير مستثارة على الضحية، حيث يوجد عدم توازن في القوى، ويتكرر السلوك بمرور الوقت (Farrington, 1993).

ترى ماريانا كوستي أن التنمر هو استهداف طفل (نادراً ما يكون الاستهداف لفردين أو مجموعة من الأفراد) بغرض الإيذاء، أو المعاملة السيئة التي تتكرر على مدى فترة من الزمن، وينطوي التنمر على عدم توازن في القوة مما يجعل من الصعب على الطفل الذي يتعرض للتنمر أن يدافع عن نفسه. (ماريانا كوستي، 2003).

قد يأخذ التنمر شكلاً مباشراً في صورة عدوان علني يمكن لأي شخص متواجد في الموقف أن يلاحظه، أو غير مباشر، حيث يتسم سلوك التنمر بالخبث، ويعجز المعلم عن ملاحظته أو إدراكه على أنه تنمر، ويحدث معظم التنمر بواسطة البنين، وغالباً ما يستخدمون وسائل بدنية مع الصبية الآخرين، في حين تستخدم الفتيات طرقاً غير مباشرةٍ للتنمر. (Olweus, D, 1993).

التنمر في ضوء العوامل الأسرية:

تؤثر البيئة الأسرية في نشوء سلوك التنمر حيث يشير بعض الباحثون إلى المشكلات السلوكية التي يبديها الأفراد في فترة المراهقة غالباً ما تعود إلى أساليب التربية الأسرية غير الصحيحة التي يتعرضون لها فترة الطفولة المبكرة، والتي تثبت فيها معالم بذور الشخصية، وبما أن البيئة الأسرية من العوامل التي تسهم في نشوء سلوك التنمر، فقد حاولت دراسات عديدة أن تكشف عن العلاقات الأسرية للطلبة المتنمرين وضحاياهم، فأشارت إلى أن الطلبة المتنمرين ينتمون إلى أسر يسودها التفكك، والصراع الأسري، والانفصال، والفوضوية، والعلاقات السلبية مع الوالدين، ويعانون الحرمان العاطفي، ويتعرضون إلى العنف الأسري، ويأتون من أسر تمارس النمط الوالدي المتسلط. (Ahmed, E. & Braithwaite, V. 2004; Connlly & O᾽Moor, 2003

مما سبق يتضح أن التنمر سلوك يمارسه الأطفال ويكتسبونه من البيئة الأسرية والاجتماعية التي ينشؤون فيها، ويخفي وراءه الكثير من المعاناة النفسية التي يشعر بها الطفل ويعاني منها، فالتنمر لا يعبر عن المزاح أو السخرية من الآخرين فقط، وإنما هو تعبير غير مباشر عن الكثير من المشاعر السلبية داخلنا، ولأن الدور الأساسي للأسرة هو تنشئة الأطفال في بيئة نفسية صحية يتحتم على الوالدين أن يتثقفوا في طرق التربية الصحية كي يخرج لنا جيل سليم نفسياً مما يعود بالنفع على المجتمع.

المراجع:

ماريانا كوستي (2020). رهاب المدرسة ونوبات الهلع، والقلق لدى الأطفال. (ترجمة هبة سامي علي). القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية. (الكتاب الأصلي منشور 2003).

مسعد أبو الديار (2012). سيكولوجية التنمر بين النظرية والعلاج. الكويت: مركز تقويم وتعليم الطفل.

Ahmed, E. & Braithwaite, V. (2004). Bullying and victimization: causes for concern for both families and schools. Social Psychology of Education. 7, 35-54.

Connoly. I. & O᾽Moore, M. (2003). Personality and family relations of children who bully. Personality and individual Differences, 35,559-567.

Farrington, D. (1993). Understanding and preventing bullying. IN Tonny, M. & Morris, N. (Eds). Crime and justice, 17, Chicago, IL: University of Chicago Press.

  • Nansel. T; Overpeek. M; Pilla. R; Ruan, W; Simmons-Morton, B; & Schedit, P. (2001). Bullying behaviors among US youth: Prevalence and association with psychosocial adjustment. Journal of the American Medical Association, 285(16). 2094-2100.
  • Olweus, D. (1993). Bullying at School. Oxford: Blackwell publishing, pp. 18-19.

التعليقات (0)