"ولا يَذهَبَنَّ العُمْرُ منك سَبَهْلَلًا ** ولا تُغْبَنَنْ في النِّعمتَينِ بلِ اجْهَدِ"
ينبغي على كل مسلم أن يحرص على استغلال وقته وأن يُدرك سلم الأولويات الخاص به ؛ فهذا يمنع عنه التشتت ويضبط له خطواته وأهدافه. فلا يعيشن حياته مشتتًا متنقلًا يطرق كل باب مرة أو مرتين ثم ينصرف حائر لا يعرف ماذا يفعل ، يذهب يومه سُدى دون فائدة ، وهذه أعظم الخيبات ، روى أن الحسن البصري رحمه الله قال : ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي : يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد، فتزود مني فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة .
لذلك على المسلم أن يُدرك أولوياته ويضبط أهدافه ، ويسير بخطى ثابتة وفق خطة واضحة ، وهذا أمر ضروري ومهم جداً خصوصًا في وقتنا الذي فُتحت فيه الكثير من أبواب الملهيات والانشغالات ووسائل التشتت والضياع ، لذلك عليك أن تحارب هذه المشتات وتسعى لمقاومتها والتقليل منها ...
إذا تأملت سير السلف والعلماء ؛ تجد أن الواحد منهم يُدرك أولوياته ، ولا يسير أبدًا دون ضبط ودون تنظيم للوقت ، وهذا سر من أسرار التوفيق والنجاح أن يعرف الإنسان أين يخطوا وأين يمشي وأين يتجه ، فلا يمكن لشخص أن يتحرك وييقدم في الضباب لان الرؤيا لأن تكون واضحة !!
فإذا كنت تريد طلب العلم وهو من أولوياتك ، تخيّر علمًا واحدًا والزم بابه حتى يُفتح لك .
وإذا فُتح لك باب من أبواب الخير أو العلم الزمه ولا تتركه. وإذا بورك لك في شيء ، داوم عليه ولا تقطعه .
فإنك لا تُدرك كل أبواب الخير والعلم ؛ وإنما تصيب بعضها . لذلك قال صلى الله عليه وسلم "سددوا وقاربوا"
فـ احرصوا يا شباب الإسلام ، على استغلال الوقت فيما ينفعكم وينفع الأمة الإسلامية ، ولا تضيعوا وقتكم على الملهيات الذي تسرق عمركم ووقتكم .
رائع