مهارات القرن الحادي والعشرين (البيئة التعليمية)

تعد البيئة التعليمية من أهم العوامل المؤثرة بحيث تركز على المتعلمين كمشاركين أساسيين فيها، كما تشجع مشاركتهم النشطة وتساعدهم على فهم نشاطهم التعلمي  ليصبحوا قادرين على التنظيم الذاتي بحيث يكتسب الطلاب "مهارات التفكير الذاتي" لرصد وتقييم وتحسين اكتساباتهم واستخدامهم للمعرفة، بالإضافة إلى تعلمهم لتنظيم مشاعرهم ودوافعهم خلال عملية التعلم. فالمعلم هم المرشد والمرافق.

دعونا نتعمق قليلا حول البيئة التعلمية:

بداية. فان البيئة التعليمية تستند  على الطبيعة الاجتماعية للتعلم وتشجع بنشاط التعلم التعاوني المنظم بشكل جيد. يشير هينتون وفيشر الى أن "التعلم الفعال ليس نشاطًا فرديًا فحسب، بل هو في جوهره نشاط مشترك", ويضيف دي كورتي أن " المعرفة تتشكل من خلال التفاعل والتفاوض والتعاون" .  أما من ناحية علوم الأعصاب فهي تظهر أن الدماغ البشري مبرمج للتفاعل الاجتماعي . على الرغم من أن التعلم الذاتي واكتشاف الفرد مفيدين، إلا أن التعلم يعتمد على تفاعلات المتعلم مع الآخرين.

اضافة الى ذلك فان الأبعاد العاطفية والإدراكية للتعلم مترابطة بشكل لا يمكن فصله وبالتالي فمن المهم فهم التطور الإدراكي للمتعلمين و دوافعهم وخصائصهم العاطفية. 

أخيرا, تولي البيئة التعليمية اهتمامًا كبيرًا بالخصائص الفردية للمتعلمين، وخاصة من حيث الجوانب الإدراكية الخاصة بهم. فالطلاب يتنوعون في عدة جوانب مؤثرة في عملية التعلم, نذكر منها: الخبرات الإدراكية، والمهارات، والمفاهيم المتعلقة بعملية التعلم، وأنماط واستراتيجيات التعلم، والاهتمام، والدافعية، والشعور بالكفاءة الشخصية والعواطف، والبيئة اللغوية والثقافية والاجتماعية. 

فإيجاد حل لهذه الفروقات وفي نفس الوقت  ضمان تعلم الشباب معًا في إطار تربوي وثقافي مشترك هو مهمة صعبة للغاية لكنها ممكنة, فهناك عديد من النماذج الناجحة كنموذج فنلندا والتي تعتمد  مناهجها على التكنولوجيا والتعلم التعاوني والتعلم بالاستقصاء والتعلم بالخدمة والتي تركز على تحفيز وجذب المتعلمين.